"الكلمة أيضاً تقتل".. دعوات حقوقية لمحاربة خطاب الكراهية ضد النساء في سوريا

"الكلمة أيضاً تقتل".. دعوات حقوقية لمحاربة خطاب الكراهية ضد النساء في سوريا
الحقوقية السورية، أمل إسماعيل

دعت منظمة "سارا" الحقوقية السورية لمناهضة العنف ضد المرأة، إلى تكثيف الجهود المجتمعية والمؤسساتية لمواجهة خطاب الكراهية المتزايد ضد النساء في سوريا، مؤكدة أن هذا الخطاب يشكّل أحد أخطر أشكال العنف المعنوي والنفسي في العصر الحديث.

وجاءت هذه الدعوة خلال فعالية نظمها مكتب المنظمة في مدينة حلب، هدفت إلى تسليط الضوء على التمييز القائم على النوع الاجتماعي في الفضاءين الواقعي والافتراضي، وتحليل تداعياته على المرأة السورية في ظل تفشي التطرف والأفكار المتشددة، بحسب ما ذكرت لوكالة "JINHA"، اليوم الثلاثاء.

وأوضحت الناطقة باسم مكتب المنظمة في حلب، الناشطة الحقوقية أمل إسماعيل، أن التطور التكنولوجي أتاح فرصاً كبيرة للناس، لكنه في المقابل فتح الباب واسعاً أمام التحريض الإلكتروني واستهداف النساء بخطابات مهينة ومحبطة، خصوصاً الناجحات منهن والعاملات في المجال العام.

وقالت إسماعيل، إن الذهنية الذكورية المتعصبة تسعى من خلال هذه الخطابات إلى إحباط النساء وسلب ثقتهن بأنفسهن، مؤكدة أن أكثر من يتعرضن لهذا النوع من العنف هنّ النساء اللواتي لهنّ أثر فاعل في المجتمع، سواء في المجال الإعلامي أو الثقافي أو الإنساني.

هيمنة على النساء

لفتت إسماعيل إلى أن انتشار الفكر المتشدد في المجتمع السوري، مشيرة إلى أنه منذ سقوط النظام السابق، تفاقمت ظاهرة تهميش المرأة ومحاولة إخضاعها بالقوة عبر فرض اللباس الشرعي وإجبار حتى النساء المسيحيات على ارتدائه.

وأكدت أن هذه الممارسات لا علاقة لها بالدين، بل تعبّر عن خلل في الفهم المجتمعي، قائلة: "المجتمع السليم يُبنى على الأخلاق والفكر، لا على شكل اللباس"، مشيرة إلى أن المرأة تُقاس بإنسانيتها وقدراتها، لا بملابسها.

وانتقدت إسماعيل تجاهل قضية استخدام المرأة أداة تسويقية في الإعلانات، معتبرة أن التركيز على لباس النساء دون معالجة جوهر المشكلة هو نفاق اجتماعي لا يخدم قضايا المرأة.

وأضافت: "اللباس لا يحصّن المرأة، ما يحميها هو وعيها وتربيتها وأخلاقها"، متسائلة: “إذا كان الحجاب الكامل هو المقياس الحقيقي للعفة، فلماذا تنتشر في بعض المجتمعات المحافظة نسب مرتفعة من التحرش؟”

الحاجة إلى توعية مجتمعية 

وشددت إسماعيل على أن محاربة خطاب الكراهية تحتاج إلى تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني، مؤكدة أن سوريا بتنوعها الديني والثقافي لا يمكن أن تُختزل في فكر واحد أو لباس موحّد.

ودعت إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي لنشر الوعي ومواجهة الخطاب التحريضي، معتبرة أن استمرار التراجع الفكري لبعض الفئات يعيد المجتمع السوري قروناً إلى الوراء.

وفي ختام حديثها، ناشدت إسماعيل النساء السوريات الوقوف في وجه خطاب الكراهية، قائلة: "أي امرأة تتعرض لهذه الظاهرة يجب أن تمتلك الوعي لتخطي آثارها وألا تجعلها حاجزاً أمام طموحها ومشاركتها في الحياة العامة.. الكلمة الجارحة قد تقتل الروح كما تقتل الرصاصة الجسد".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية